[b]الاخوة في الاسلام
للاخوة في الاسلام مرتبة عالية لما لها من اثر بالغ في بناء المجتمع الذي يدعوالوثيقة بين افراد المجتمع فقال تعالي (انما المؤمنون اخوة) وباعتبار ان الايمان هو مناط التكليف كان الخطاب دائما للمؤمنين عندما يكون الامر هاما مثل قوله تعالي (ياايها الذين امنوا كتب
عليكم الصيام ) وقوله تعالي ياايها الذين امنوا اذا لقيتم الذين كفروازحفا فلا تولوهم الادبار ) وقوله تعالي (ياايها الذين امنوااستجيبوا لله وللرسول اذا دعاكم لما يحييكم) والامثلة في القران الكريم كثيرة ومتعددة ولذلك كانت الاخوة في الاسلام ذات شأن كبير عمل الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم علي بنائها منذ اللحظة الاولي التي دخل بها المدينة المنوره اذ
قام صلي الله عليه وسلم بالمؤاخاة بين المهاجرين والانصار ولقد فهم الصحابة الدرس جيدا من الرسول الكريم فقاسموا المهاجرين اموالهم وممتلكاتهم وقد عمل النبي الكريم صلي الله عليه وسلم علي مد جذور الاخوة بين اصحابه وذلك حين اخبر الصحابي النبي انه يحب ذلك الرجل فطلب منه النبي صلي الله عليه وسلم ان يذهب اليه ويقول له اني احبك في الله
وسلم فيرد عليه الرجل احبك الله الذي احببتني فيه . اذن نشر الاخوة وافشاءها بين الناس هو في الحقيقة ارساء لدعائم مجتمع متحاب متكافل يرتبط الناس فيه باواصر قوية تشد بعضهم بعضا مصداقا لقول رسول الله صلي الله عليه وسلم ( مثل المؤمنون في توادهم
وتراحمهم كمثل الجسد اذا اشتكي منه عضو تداعي له سائر الجسد بالحمي والسهر)وهكذا يعمل الاسلام بشريعته السمحة العالية علي ربط الافراد بالايمان الممزوج بالاخوة الراقية في اعلي معانيها والملاحظ ان المجتمع الذي يفقد الاخوة يبدأ بالانهيار والتفكك لانه يفقد المحبة ويفقد التسامح والتواد والتراحم ويبدأ عندها الاستغلال وايثار الذات وتبدأمعهاالنظريات التي يطالب اصحابها باطلاق يدهم لعمل ما يريدون دون رادع فكانت علي سبيل المثال الميكيافيلية القديمة والحديثة والبراغماتية وغيرها فكان استغلال الشعوب لبعضها وسرقة خيراته وقتلهم اذا اقتضي الامر وكثيرا ما كان الامر كذلك. والقاريء لسورة يوسف عليه السلام والمدقق فيها لاخذ العبر منها يري ما الذي حدث بين الاخوة من تآمر ورمي في الجب لسيدنا يوسف وذلك لانه في تلك اللحظة التي تآمر فيها اخوة يوسف عليه السلام كانت المحبة والاخوة بالمعني القرآني لم تك موجودة فكان الحسد له من قبل اخوته الذي
ادي بدوره الي ما فعلوه به كما ان الاخوة الراقية التي تصرف بها يوسف عليه السلام مع اخوته ( قال لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو ارحم الراحمين(
اخوتي الكرام اين نحن من وصايا الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم ومن تعاليم القران احسنوا يحسن الله لنا ويغفر خطايانا ومن منا خال من الخطايا والذنوب هـل للأخــوة الإسـلامية بيننـا وجـود؟ الأخوة الإسلامية لا تتحقق بين المؤمنين إن حادت عن المبادئ الإسلامية الصحيحة التي أرسى الإسلام دعائمها، فالناس متساوون في خلقتهم وإن تفاوتوا في أخلاقهم وأرزاقهم، والناس أحرار حتى في معتقداتهم التي على أساسها يتقرر الحكم عليهم في الدنيا وفي الآخرة، وليس من حق أحد أن يحد من هذه الحرية طالما أنها ملتزمة بالأصول المتفق عليها بين الناس بحيث لا تخالف شرعا صحيحا ، ولا تنحرف وراء عرف معو ج أو سلوك أهوج. ويكفي أن يرجع الناس إلى الأصول الإسلامية في هذا الموضوع لتستقر أخوتهم، وتذوب عصبيتهم ولا يتفاضلوا بغير التقوى: " إن أكرمكم عند الله أتقاكم"
والتقوى شيء يعلمه الله وحده، ولذا نهانا عن تزكية أنفسنا: " فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى" فماذا يبقى للناس؟ تبقى آثار التقوى وأماراتها التي تدل على أن الأخوة قائمة باقية 0000
نفعنا الله واياكم بما قرأنا000000000000000
القائد